الرئيسية اتصل بنا English

 


الرئيسية >
                  

   عدد مزدوج من "سياسات" حول جائحتي كورونا والتطبيع

 صدر حديثا عن معهد السياسات العامة برام الله عدد مزدوج من فصلية "سياسات" تحت عنوان "فلسطين بين جائحتين؛ كورونا والتطبيع"، يتابع أحدث مستجدات وباء كورونا في فلسطين، وانعكاساته على عدد من القطاعات المتضررة، إلى جانب متابعة التطورات الإقليمية، ممثلة بذهاب أطراف عربية نحو التطبيع مع إسرائيل، بما يتجاوز مبادرة السلام الإسرائيلية، وينسجم مع رؤية اليمين الإسرائيلي وما يفرضه من وقائع على الأرض.

يُفتتح العدد بقراءة متخصصة حول "تأثير جائحة كورونا على القطاعات الاقتصادية والمالية في دولة فلسطين"، للدكتور محمد كمال أبو عمشة، يضع القارئ، في صورة الآثار التي خلّفها الوباء، وما يمكن أن تؤول إليه، وتوصيات حول الخيارات المتاحة فلسطينيا عبر استعراض أحدث المعطيات، وتحليل آخر الأرقام المتاحة، فيما يرسم الباحث عبد الغني سلامة صورة بانورامية لجائحة كورونا كسياق دولي، مضيئاً على الأداء الفلسطيني في هذا المجال.

على الصعيد ذاته يختار الباحث محمود أبو شنب جزئية التجارة الإلكترونية في فلسطين ليتابع ما شهدته من تغيرات في زمن كورونا وما تفتحه من فرص، وما تفرضه من تحديات، فيما يرصد الباحث لبيب فالح طه المستجدات الاجتماعية في ظل جائحة كورونا، بينما تفرد الباحثة إكرام عمر مساحة خاصة لتداعيات ظرف كورونا على النساء.

وحول جائحة التطبيع يكتب المحلل السياسي محمد هواش تحت عنوان "قطار التطبيع مجانيّ، والردّ بإعادة الاعتبار للحركة الوطنية الفلسطينية"، مشخصا اللحظة التاريخية، بحثا عن الممكنات الفلسطينية المتاحة في ظروف غير صديقة، فيما يقدّم الإعلامي وكاتب الرأي مهند عبد الحميد مساهمة تحت عنوان "غطرسة القوة والمال في اللحظة المريضة".

ويذهب د. علاء أبو عامر إلى التاريخ لنقض مجموعة من إدعاءات ترامب في خطته لتصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان "هل كان للفلسطينيين دولة بحسب كتب التاريخ؟"، فيما يركز كل من د. إياد أبو زنيط ورائد الدبعي في مقال مشترك عن خلفيات التطبيع العربي الإسرائيلي، ومكوناته المصلحية.. وتداعياته على القضية الفلسطينية، فيما يقرأ الكاتب الواثق طه مسائل في الخطاب السياسي والثقافي الفلسطيني ذات الصلة.

في زاوية السياسات العامة يتناول الباحث والإعلامي رمزي الطويل موضوعة تعزيز دور الشباب في الدبلوماسية العامة الفلسطينية، تناغما مع توقيت تبدو فيه فلسطين بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تفعيل هذه الأداة.

وفي الختام يتناول د. وليد سالم، مستجدات الانتخابات الأميركية، استكمالا من "سياسات" لضرورة فهم التغيرات الإقليمية في ضوء بيئتها الدولية، حيث يبقى سؤال الانتخابات الأميركية مهماً في التبصر بالسيناريوهات المستقبلية، والأفق الفلسطيني في ضوئها.

في زاوية الكتب قراءة أعدها يوسف الشايب في كتاب وازن للباحث ماهر الشريف حول "المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة" ما قبل النكبة، صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وقراءة أعدتها "سياسات" لكتاب "رحلة لم تكتمل: محطات على طريق المقاومة" لأبو علاء منصور.

ومما جاء في مقدمة العدد:

"يصدر هذا العدد من فصلية سياسات، في وقت يواصل فيه "كوفيد التاسع عشر" تكريس نفسه لاعباً دولياً متعدد المواهب، عابراً للقارات والطبقات والتصنيفات والتقسيمات، تاركاً بصماته الأوضح على الهوامش الأضعف. وفيما تتلقى فلسطين وحيدة ومحاصَرة حصّتها من جائحة كوفيد التاسع عشر، تقف لتتصدى لجائحات استثنائية،  تهدف لطردها من التاريخ، بعد أن طُردت إلى حدّ كبير من الجغرافيا

اعتادت فلسطين على خذلان بعض "إخوتها" أو تخليهم، وكثيراً ما غفرت قلّة حيلتهم، لكن الظرف الإقليمي الذي تتصدّر تخليقه دولة الإمارات، ليس أقل من  تواطؤ عميق مع محاولة حمقاء لكتابة تاريخ لا فلسطين فيه، ما يستدعي بقوة مجاز "إخوة يوسف"، تاركاً مرارة لاذعة في الحلق.

قال مسؤول إماراتي إن الإمارات ليس جائزة ترضية يعطيها العرب لإسرائيل عن سلوكها مع الفلسطينيين، لكن كل تفاصيل "الاتفاق الثلاثي" تقول إنها ارتضت أن تكون هدية انتخابية يتقاذفها ترامب ونتنياهو بين ملعبيهما الداخليين القذرين. وقال آخرون إن ما يحدث هو من أجل فلسطين، لكن الوقائع قالت إن بلداً عربياً اشترى كل بضاعة اليمين الفاشي الإسرائيلي المسمومة، ابتداء من الرضوخ لمنطق سلام الأقوياء، وقبول صيغة السلام مقابل السلام، انتهاء بلوم الضحية لأنها أدمنت إهدار فرص جلادها.

ليس تطبيعاً ما يحدث، إنما ذهاب إلى ما هو غير طبيعي بالمنطق السياسي، وصولاً لشراء مطبّعين، ولا هو سلام بين طرفين بمقدار ما هو اعتناق طرف لكل مفردات الآخر القادمة من قاموس الحرب والاستعلاء والازدراء، لتفاجأ الشعوب  العربية بخطاب عربي  ثقيل على اللغة ذاتها."